وقوله [من البسيط]:
لو اختصرتم من الإحسان زرتكم … والعذب يهجر للإفراط فى الخصر
وقوله [من الكامل]:
فدع الوعيد فما وعيدك ضائرى … أطنين أجنحة الذّباب يضير؟!
وقوله [من الطويل]:
وقد كانت البيض القواضب فى الوغى … بواتر فهى الآن من بعده بتر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ونظيره قوله، أى قول المعرى:
لو اختصرتم من الإحسان زرتكم … والعذب يهجر للإفراط فى الخصر (?)
ولعله إنما ذكر هذا المثال مع الأول، وإن كان الأول كافيا؛ ليبين أن" لو" - وإن كانت حرفا - فتقديمها على اختصرتم ينفى أن يكون اختصرتم واقعا فى أول البيت، بخلاف" الواو" فيما سبق، فإن الواو إنما جئ بها للوصل، وليست من حروف المعانى المستقلة، غير أنه قد يمنع كون الخصر اسما مشتقا من الاختصار؛ لأن معناه فيه غير ملاحظ، ولولا أن المصنف أدخله فى أقسام الاشتقاق؛ لكان يحسن التمثيل به للقسم الثانى، وهو الملحق بالجناس؛ لإيهام الاشتقاق لكن المصنف طرح أمثلة ذلك النوع كلها، ومثال الحادى عشر، وهو ما كان كذلك والصدر فى آخر المصراع الأول قوله:
فدع الوعيد فما وعيدك ضائرى … أطنين أجنحة الذّباب يضير (?)
ومثال الثانى عشر، وهو ما كان ملحقا بالجناس بحسب الاشتقاق الأصغر، والصدر فى أول المصراع الثانى، قول أبى تمام:
وقد كانت البيض القواضب فى الوغى … بواتر وهى الآن من بعده بتر (?)
فإنهما مشتقان من البتر، وهو القطع، وقد سكت المصنف عن مثل الأقسام الأربعة الملحقة بالتجانس بحسب الاشتقاق الأكبر؛ لقلة استعمالها.