والمبالغة فى المدح؛ كقوله [من البسيط]:

ألمع برق سرى أم ضوء مصباح … أم ابتسامتها بالمنظر الضّاحى

أو فى الذم؛ كقوله [من الوافر]:

وما أدرى ولست إخال أدرى … أقوم آل حصن أم نساء؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فالاستفهام فى قولها: ما لك للتوبيخ، وهو تجاهل مع معرفتها أن الشجر لا يتأثر بموت من مات، ولقائل أن يقول: ليست النكتة هنا إرادة توبيخ الشجر؛ بل النكتة إرادة إيهام أن الحزن على المذكور من الأمور العامة، حتى لا يختص بها إنسان عن شجر فهو تجاهل، فأتى فى ظاهر اللفظ بالتوبيخ لنكتة المبالغة فى المدح على جهة الغلو بالوجه المستحيل، كقوله:

وأخفت أهل الشّرك حتّى إنّه … لتخافك النّطف الّتى لم تخلق (?)

وإنما أفردت ضمير الشجر رعاية للفظه، لا لمعناه، وإلا لأنثت، وإما أن يكون ذلك لإرادة المبالغة فى المدح فى قول البحترى:

ألمع برق سرى أم ضوء مصباح … أم ابتسامتها بالمنظر الضّاحى (?)

فإنه تجاهل ادعى أنه لشدة مشابهة ابتسامتها لهذه الأمور، صار يشك فى أنها الواقع، وإن كان غير شاك، وهو - أيضا - من تناسى التشبيه، أو لقصد المبالغة فى الذم، كقول زهير:

وما أدرى وسوف إخال أدرى … أقوم آل حصن أم نساء؟ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015