والأولى: إما ألّا يظهر لها فى العادة علة؛ كقوله [من الكامل]:

لم يحك نائلك السّحاب وإنّما … حمّت به فصبيبها الرّحضاء

أو يظهر لها علة غير المذكورة؛ كقوله [من الرمل]:

ما به قتل أعاديه ولكن … يتّقى إخلاف ما ترجو الذّئاب

فإنّ قتل الأعداء فى العادة لدفع مضرّتهم، لا لما ذكره.

والثانية: إما ممكنة؛ كقوله [من البسيط]:

يا واشيا حسنت فينا إساءته … نجّى حذارك إنسانى من الغرق

ـــــــــــــــــــــــــــــ

علة أو يظهر الأول أن تكون صفة ثابتة لا يظهر لها فى العادة علة كقوله يعنى:

أبا الطيب:

لم يحك نائلك السّحاب وإنّما … حمّت به فصبيبها الرّحضاء (?)

فالوصف الثابت المعلل هو نزول المطر ولا يظهر له فى العادة علة فأثبت له علة، وهى أن السحاب حمت بنائله حسدا له، وغيرة منه فصبيبها أى مطرها الرحضاء وهو العرق عقيب الحمى، وفيه نظر، لأن المطر فى العادة يكون لمصالح العباد ومنافعهم. والثانى، وهو أن تكون الصفة ثابتة ويظهر أن لها علة غير المذكورة، كقول أبى الطيب:

ما به قتل أعاديه ولكن … يتّقى إخلاف ما ترجو الذّئاب (?)

فإن قتل الملوك أعداءهم فى العادة للانتقام منهم ودفع مضرتهم، لا لما ذكره، وفيه مبالغة فى الشجاعة والجود وتحقيق الرجاء وإنجاز الوعد وأنه ليس ممن يسرف فى القتل طاعة للغيظ والحنق على الأعداء، واعلم أن هذه القصيدة للمتنبى جميعها خارجة عن قواعد العروض؛ لأنها من بحر الرمل وهو استعمل عروضه كاملا على" فاعلاتن" وهو لا يجوز إلا شاذا، بل يجب فى مثلها الحذف، قوله: (والثانية) إشارة إلى الصفة المعللة غير الثابتة، إما ممكنة، وهى الضرب الثالث كقوله أى: قول مسلم بن الوليد:

يا واشيا حسنت فينا إساءته … نجّى حذارك إنسانى من الغرق (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015