كقوله [من المتقارب]:
ويصعد حتّى يظنّ الجهول … بأنّ له حاجة فى السّماء
ونحوه: ما مرّ من التعجّب والنهى عنه؛ وإذا جاز البناء على الفرع مع الاعتراف بالأصل - ...
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ويصعد حتّى يظنّ الجهول … بأنّ له حاجة فى السّماء (?)
فإنه قصد تناسى التشبيه والتصميم على إنكاره فجعله صاعدا فى السماء من حيث المسافة المكانية ومنه قول ابن الرومى:
شافهتم البدر بالسّؤال عن ال … أمر إلى أن بلغتم زحلا (?)
وكقول بشار:
أتتنى الشّمس زائرة … ولم تك تبرح الفلكا (?)
وقول غيره:
ولم أر قبلى من مشى البدر نحوه … ولا رجلا قامت تعانقه الأسد (?)
(وقوله:" ونحوه") أى فى البناء على تناسى التشبيه (ما مر من التعجب والنهى عنه) فى قوله:
قامت تظلّلنى ومن عجب … شمس تظلّلنى من الشّمس
وقوله:
لا تعجبوا من بلى غلالته … قد زرّ أزراره على القمر
(قوله: وإذا جاز) يريد أن مذهب التعجب على عكس مذهب النهى عنه، فإن مذهبه إثبات وصف يمتنع ثبوته للمستعار منه، ومذهب النهى عنه إثبات خاصة من خواص المستعار منه، (وإذا جاز البناء على الفرع) أى بناء الكلام على الفرع، وهو المشبه به سماه فرعا؛ لأنه مجاز فى الاستعارة، والمجاز فرع الحقيقة، ولأن الغرض من التشبيه فى الاستعارة فى الغالب عائد إلى المشبه لا المشبه به (مع الاعتراف بالأصل)