. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
للصون لكان جيدا، وقد يجاب عنه بأن الصون ليس هو الترك، بل قصده للصيانة، وهو لم يوجد، بل وجد ما يوهمه، ومثال الأول:
سأشكر عمرا إن تراخت منيّتى … أيادى لم تمنن وإن هى جلّت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه … ولا مظهر الشّكوى إذا النّعل زلّت (?)
هما لأبى الأسود الدؤلى يمدح عمرو بن سعيد بن العاصى، وكذلك قول الآخر:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم … دجى اللّيل حتّى نظم الجزع ثاقبه
نجوم سماء كلّما انقضّ كوكب … بدا كوكب تأوى إليه كواكبه (?)
ولو عبر المصنف بقوله: لقصد التعظيم؛ لمثلنا ذلك بقوله تعالى: سُورَةٌ أَنْزَلْناها (?). وفى هذا المعنى يقول يزيد:
وإيّاك واسم العامريّة إنّنى … أغار عليها من فم المتكلّم (?)
ومثال الثانى: قوله تعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ (?)، وقوله: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ (?)، وإنما يصح التمثيل بهاتين الآيتين الكريمتين؛ لصون اللسان عن المسند إليه باعتبار لسان القارئ، لما لا يخفى، وكقوله: