أنتم له بالإلهية ـ وهذا هو الواقع ـ فلم تأتوا على إلهيته ببيّنة غير تكذيبه في دعواه، وقد ذكرتم عنه في أناجيلكم في مواضع عديدة ما يصرح بعبوديته، وأنه مربوب، مخلوق، وأنه ابن البشر، وأنه لم يدع غير النبوة والرسالة، فكذبتموه في ذلك كله، وصدقتم من كذب على الله وعليه!!
* وإن قلتم: إنما جعلناه إلهاً؛ لأنه أخبر بما يكون بعده من الأمور، فكذلك عامة الأنبياء.
* وإن قلتم: إنما جعلناه إلهاً، لأنه سمّى نفسه ابن الله في غير موضع من الإنجيل كقوله: «إني ذاهب إلى أبي»، «وإني سائل أبي» ونحو ذلك، وابن الإله إله، قيل: فاجعلوا أنفسكم كلكم آلهة في غير موضع إنه سماه «أباه، وأباهم»، كقوله: «اذهب إلى أبي وأبيكم»، وفيه: «ولا تسبوا أباكم على الأرض، فإن أباكم الذي في السماء وحده»، وهذا كثير في الإنجيل، وهو يدل على أن الأب عندهم الرب!!
* وإن جعلتموه إلهاً، لأن تلاميذه ادعوا ذلك له، وهم أعلم الناس به، كذبتم أناجيلكم التي بأيديكم، فكلها صريحة أظهر صراحة، بأنهم ما ادعوا له إلا ما ادعاه لنفسه من أنه عبد وهذا كثير جدا في الإنجيل!!