عبد الوارث حدثني أبي عن حسين المعلم ثنا ابن بريدة ثنا ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ معه قال: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والذي منّ عليّ؛ فأفضل، والذي أعطاني؛ فأجزل، اللهمّ، فلك الحمد على كل حال، اللهمّ، رب كل شيء، ومليك كل شيء، ولك كل شيء؛ أعوذ بك من النار".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

عبد الله بن عمرو رواه عن عبد الوارث بهذا السند؛ فأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" [(رقم 536 - انتقاء السلفي)] عن يعقوب بن إسحاق عن أبي معمر فوقع في روايته: "حدثني ابن عمران"؛ فقيل له: قد كنت حدثت به، فقلت: "ابن عمر"، فقال: هذا خطأ، وأنكر ذلك، وقال: اجعله ابن عمران.

وأبو معمر من شيوخ البخاري، وهذا الكلام يُتوقف معه في وصل الحديث. فإن ابن عمران لا صحبة له" أ. هـ. ونحوه في "النكت الظراف" (5/ 443).

قلت: فالعجب منه كيف حسنه؟! مع أن الصحيح في الحديث الإرسال بشهادة الحافظ نفسه، وقد قال الحافظ نفسه في "النكت الظراف" (5/ 443): "وابن عمران ما عرفته؛ وهذه علة قادحة؛ فإن أبا معمر أثبت من عبد الصمد، وعبد الصمد أقدم سماعًا من أبيه من أبي معمر" أ. هـ.

وهو كما قال، وقد قال أبو عبيد الآجري في "سؤالاته" (1/ 353 - 354/ 620): "سمعت أبا داود يقول: "أبو معمر أثبت من عبد الصمد مرارًا" أ. هـ.

وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (15/ 353): "أن أبا معمر راوية عبد الوارث بن سعيد".

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 184 - 185/ 2049): "سألت أبي: عن حديث رواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن حسين المعلم عن ابن بريدة قال: حدثني ابن عمر عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا أخذ مضجعه: (وذكره)، ورواه أبو معمر المنقري عن عبد الوارث عن حسين المعلم عن ابن بريدة قال: حدثني ابن عمران أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قاله.

قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: "حديث أبي معمر أشبه"، قلت لأبي: ابن عمران؛ من هو؟ قال: "لا أدري"، قلت: فابن بريدة أدرك ابن عمر؟ قال: " أدركه ولم يبين سماعه منه" أ. هـ.

قلت: فالعجب من النووي بعد هذا كيف صححه في "الأذكار" (1/ 265 - بتحقيقي)؟!.

تنبيه: وافقت الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في تحسين الحديث في "تخريج الأذكار" وقد تبين لي خطأ ذلك؛ فأنا أصير إلى ما انتهى إليه البحث هنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015