حوشب عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أوى إلى فراشه طاهرًا، وذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى يدركه النعاس لم ينقلب (?) ساعة من الليل يسأل الله - عزّ وجل - فيها خيرًا من خير الدّنيا والآخرة؛ إلا أعطاه إياه".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قلت: فالعجب منه كيف قال في "التقريب" في ترجمة أبي ظبية هذا: "مقبول"؟! مع أنه روى عنه جمع من الثقات ووثقه ابن معين، وقال الدارقطني: لا بأس به.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 223): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وإسناده حسن".

قلت: وهو كما قالا؛ ولعلهما يعنيان: "لغيره"؛ فإن مداره من الطريقين على شهر بن حوشب؛ وفيه مقال، وفي "التقريب": "صدوق كثير الأوهام والإرسال" ولعل هذا من أوهامه: تارة يجعله من مسند أبي أمامة، وتارة من مسند عمرو بن عبسة، وتارة من مسند معاذ بن جبل.

وعلى كل؛ فإن رجحنا ما قاله الحافظ؛ فتبقى العلة الأولى وهي ضعف شهر بن حوشب.

لكن لمتنه شواهد عن جماعة من الصحابة يرتقي الحديث بها إلى درجة الحسن وبعضها صحيح؛ كما بينه شيخنا شامة الشام ومحدث العصر العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الترغيب والترهيب" (596 - 601).

تنبيهات:

1 - سقط من إسناد الحديث في مطبوع "الدعاء" لعبد الغني المقدسي "حماد بن سلمة"، فليستدرك.

2 - جملة: "وذكر الله حتى يدركه النعاس" لم أجد ما يشهد لها؛ فهي ضعيفة.

3 - ذكر شيخنا - رحمه الله - الحديث في "ضعيف الجامع الصغير" (5505)، وضعفه في "مشكاة المصابيح" (1250)، و"ضعيف سنن الترمذي"، وحسنه في "الكلم الطيب" (ص 143).

أقول: لا تناقض في موقف الشيخ - رحمه الله -؛ فإنه ضعفه بالنسبة لإسناده عند الترمذي وابن السني، وهو كذلك، وحسّنه، ودفعًا للتوهم والإيهام أشرف إلى ذلك ونبهت عليه، والله الموفق والهادي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015