جواب حدثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الحارث وأبي ميسرة عن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قلت: وليس كما قالا؛ بل إسناده ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: أبو إسحاق السبيعي؛ مدلس وقد عنعنه في جميع الطرق، وكان قد اختلط أيضًا، وسماع عمار بن رزيق منه بأخرة؛ كما قال أبو حاتم الرازي في "العلل" (2/ 186).

الثانية: الاختلاف على أبي إسحاق السبيعي؛ فرواه عنه عمار بن رزيق هكذا، ورواه حماد بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن علي - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 37/ 6779)، و"الدعاء" (2/ 900 - 901/ 238) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 365) -، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 97/ 664) من طريق هشام بن عمار عن حماد به.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 124): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه حماد بن عبد الرحمن الكلبي، وهو ضعيف".

قلت: وهو كما قال، وأبو إسحاق السبيعي مدلس مختلط، وقد عنعنه، وسماع حماد منه بعد الاختلاط.

وخالفهم إسرائيل بن يونس؛ فرواه عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي ميسرة به مرسلًا.

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 252 - 253/ 9366): حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به.

قلت: وهذا أصح من سابقه، فقد أخرج الشيخان في "صحيحهما" من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق.

وقد رجح الإمامان الحافظان الناقدان أبو حاتم وأبو زُرعة الرازيان هذه الطريق، فقد نقل ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 186/ 2055) عنهما قولهما: "رواه بعض الحفاظ عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وهو الصحيح.

قال أبو حاتم: رواه عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة والحارث عن علي عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: وحديث الأول -يعني: المرسل- أشبه؛ لأن عمار بن رزيق سمع من أبي إسحاق بأخرة" أ. هـ.

وقال الحافظ ابن حجر عقبه: "هذا حديث حسن!! وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والحارث هو ابن عبد الله الأعور، وأبو ميسرة اسمه عمرو بن شراحبيل، وهو ثقة، والحارث ضعيف وباقي رجاله أخرج لهم مسلم، لكن اختُلِفَ في سنده على أبي إسحاق ولم أره من طريقه إلا بالعنعنة، فهاتان علتان تحطه من رتبة الصحيح" أ. هـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015