الجحدري حدثنا عبد الواحد (?) بن زياد ثنا الليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام كل ليلة حتى يقرأ: ألم تنزيل الكتاب، وتبارك (الذي بيده الملك) (?) ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
علتان: عنعنه أبي الزبير، وضعف ليث، وقال الترمذي: غريب، رواه غير واحد عن ليث، وتابعه مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير، وقال زهير بن معاوية: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابرًا لهذا؟ فقال: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر أن يكون عن جابر" أ. هـ.
قلت: رواية المغيرة بن مسلم، أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" (431/ 706)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 614/ 1207) بطرق عن شبابة بن سوار عن المغيرة به.
ورواية زهير بن معاوية، أخرجها النسائي (432/ 709)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 251)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 350/ 1290)، و"مسند علي بن الجعد" (2/ 941/ 2705) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 327) -، والحاكم (2/ 412) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 478/ 2456)، و"الدعوات الكبير" (2/ 122 - 123/ 361) -.
قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 247/ ب): "زهير هذا هو أبو خيثمة الجعفي الكوفي وهو من كبار الحفاظ الإثبات، وكأن ليثًا ومغيرة سلكا الجادة؛ لأن أبا الزبير يكثر عن جابر.
وقد وصل رواية مغيرة: النسائي في "اليوم والليلة"، ووصل رواية زهير: أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"، أخرجه في ترجمة صفوان غير منسوب - عن علي بن الجعد عن زهيرة فقال: لا يُعرف إلا من هذا الوجه، ويقال: إن صفوان مكي، وقال غيره: هو شامي روى عنه أبو الزبير حديثًا غير هذا، فقال: عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء.
وعلى هذا فهو مرسل أو معضل" أ. هـ.
قلت: وهذا كلام في غاية التحقيق، وقد خفي هذا على شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 130)؛ فجعل رواية زهير بن معاوية هذه عن صفوان أو ابن صفوان عن جابر وهذا خطأ منه - رحمه الله -؛ فإن صفوان لم يروه عن جابر وإنما منتهاه عن صفوان نفسه؛ كما تقدم صريحًا في كلام الحافظ ابن حجر آنف الذكر، وقد سبقه الترمذي، فقال: "وروى زهير قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر، فذكر هذا