بكر بن محمد السيوطي الشافعي (?) المتوفى سنة 911 هـ.
الإمام الناجي، مصنف هذه العجالة كان ممن نال الثناء من عدد من العلماء مع أنّ كتب التراجم لم تورد كثيراً من الكلام حوله، وقد شُهِدَ له بالفضل والحفظ وسعة العلم.
وتتضح مكانته وسعة اطلاعه من خلال كتابه هذا، فإن موارده في الكتاب كثيرة جداً، وتوثيقَه لنصوص الأئمة من كتبهم سمة بارزة من سمات كتابه هذا، وتعقباته على الحافظ المنذري خاصة وعلى غيره من العلماء الأجلاء كمسلم والنووي وابن ناصر الدين والذهبي وابن حجر والمزي وابن عساكر وغيرهم ممن يأتي ذكرهم في أثناء دراسة الكتاب إن شاء الله تعالى، كل ذلك مما يبين سعة علمه، وقوة حافظته ومعرفته.
وقد أثنى عليه السخاوي بأنه كان محباً في أهل السنة، منجمعاً عن بني الدنيا، قانعاً باليسير، وبأن الثناء عليه مستفيض (?). ونعته السيوطي بأنه محدِّث دمشق (?). ووصفه الخضيري كما نقله عنه السخاوي: بأنه شيخ عالم فاضل محدّث محرر متقن معتمد، حَزَمَ هذا الشأن بلسانه وقلمه.
وأثنى عليه تلميذه ابن الكيال الدمشقي ثناءً عطراً في خاتمة كتابه: الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات (?) وأما ابن العماد في شذرات الذهب فنعته: بالإمام العالم (?) وذكر عنه صاحب معجم المصنفين بأنه كان عالماً بارعاً حافظاً لمتون الأحاديث، واسع الدراية بأسانيدها (?).
ويستبين للقارىء لهذا الكتاب علو مكانته، وتبحره في علم اللغة والحديث، كما سيأتي ذكره أثناء دراسة الكتاب.