بأيديكم إلى هذه الورطة، وتهافتم على التهالك تهافت الفراش على النار، وتشبثتم مع كونكم قادرين على الخلاص بأذيال القسر والاضطرار، فكيف يصح هذا الاعتذار؟ وأنى ينجيكم هذا العذر من عذاب الملك الجبار؟ وهل صرتم إلا كما قيل

معاشر القراء يا ملح البلد ... ما يصلح الملح إذا الملح فسد

فقلت أما إذا حررتما القضية، فكلنا في هذه المصيبة سوية

" بي مثل ما بك يا حمامة فاندبي "

وقيل

بي مثل ما بك يا حمام البان ... أنا بالقدود وأنت بالأغصان

فبكيا وانتحبا، وتأوها والتهبا، وتنفسا الصعدا، وقالا أين ما بين قصتنا وقصتك في المدى؟ فورب الخافقين، إن بين القصتين لبعد المشرقين، ولكن ما للمقال مجال، وما كل ما يعلم يقال، وأين السر من الإعلان؟ وإن الحيطان لها آذان فقلت هذا أيضاً ليس بحجة، فلا تعدلا عن سواء المحجة فقالا نحن المضطرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015