من التعذيب وانتكى، وصار كبعض قضاة الإسلام، المستولي على مال الأيتام، يخطب ويبكي، وفعله في قلوب المسلمين ينكي ولما كانوا في دمشق دخلوا على بيت واحد من الأعيان بزقاق العجم، وإذا هو مملوء من النفائس والخيرات والنعم

قصر عليه تحية وسلام ... خلعت عليه جمالها الأيام

فقبضوا على صاحب ذلك المنزل وربطوه، وبأنواع العذاب والعقاب عذبوه، ثم أحكموا رجليه شداً وعلقوه، واستخرجوا النفائس، واستجلبوا من حسانها العرائس، وأحضروا لذيذات المطاعم والمشارب، وقضوا من التفكه والتنعم ما لهم من مآرب، وجعلوا يأكلون ويشربون، ويلهون ويطربون، وإذا تحرك في واحد منهم الخبث أو ثمل وأخذه في سكره العبث، عمد إلى ذلك المسكين، وهو في شدة النكاد، فسقاه الماء والملح، وسففه الكلس والرماد، وكان فيهم عالم متقشف، عن تناول المسكرات متعفف،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015