السيول، وساقوها خلف عساكره سوقا، على ذلك الشوك الملقى، وأتبع الفيالة، من الهنود الرجالة والخيالة فلما وصلت سيول الفيول من مطارح الشوك إلى المقاسم، وأخذ ذلك الشوك في تقبيل أيديها وأرجلها وتثبت بتلك المناسم وأحست قوائمها بشوكها، رجعت القهقرى بل وولت الأدبار لعدم عقلها ووجود نوكها فنهنهوها ونهوها عن التولي فلم يفدها النهى والنهنهة، وصارت في التقدم إلى جهة العدو كفيل أبرهة ثم لم يسعها لما أحرها الشوك في تلك الحرار، إلا التولي من الزحف والفرار، فحطمت الفيول، الرجال والخيول، وصارت القتلى كالجبال والدماء في أوديتها سيول وخرج عليهم الكمين من ذات الشمال وذات اليمين، فأبادوا سائرهم، وألحقوا بأولهم آخرهم وقيل أن بلاد الهند ليس فيها أباعر، وأن منظرها يجفل الفيل فيصير أبعد نافر، فأمر تيمور أن يهيأ خمسمائة بعير جفول، وتعبأ رواحلها والحمول، قصباً محشواً بفتائل وقطن بالدهن مبلول، وأن تساق أمام الركبان، إلى أن يتراءى الجمعان، فلما تصافوا ولم يبق إلا القتال، أمر أن تطلق النار في تلك الحشايا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015