- تجهيزه جيش العسرة (?) :
يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة، مأخوذة من قوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة: 117] .
ندب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة والحملان، فجاءوا بصدقات كثيرة، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق رضي اللَّه عنه، فجاء بماله كله 40. 4000 درهم فقال له صلى اللَّه عليه وسلم: "هل أبقيت لأهلك شيئاً؟ " قال: أبقيت لهم اللَّه ورسوله. وجاء عمر رضي اللَّه عنه بنصف ماله فسأله: "هل أبقيت لهم شيئاً؟ " (?) قال: نعم، نصف مالي. وجاء عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه عنه بمائتي أوقية، وتصدق عاصم بن عَدِيّ (?) بسبعين وسقاً من تمر، وجهَّز عثمان رضي اللَّه عنه ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيراً وبخمسين فرساً. قال ابن إسحاق: أنفق عثمان رضي اللَّه عنه في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها. وقيل: جاء عثمان رضي اللَّه عنه بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول: "ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم". وقال رسول اللَّه: "من جهز جيش العُسرة فله الجنة" (?) .