والمرضي عندنا أن حقيقة الإيمان: التصديق بالله تعالى؛ فالمؤمن بالله من صدقه، ثم التصديق على التحقيق كلام النفس (?) ، ولكن لا يثبت إلا مع العلم، فإنا أوضحنا أن كلام النفس يثبت على حسب الاعتقاد " (?) .
ثم قال: " وقد يشهد لما ذكرناه إجماع على افتقار الصلوات ونحوها من العبادات إلى تقديم الإيمان، فلو كانت أجزاء من الإيمان لامتنع إطلاق ذلك (?) .
فإن استدل من سمى الطاعات إيماناً بقوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ»
قالوا: المراد بذلك - أي الإيمان - الصلوات المؤداة إلى بيت المقدس (?) .
وربما يستدلون بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وتسعون (?) خصلة، أولها شهادة أن لا إله إلا الله، وآخرها إماطة الأذى عن الطريق) .
قلنا: أما الإيمان في الآية التي استروحتم إليها فهو محمول على التصديق، والمراد: وما كان الله ليضيع تصديقكم نبيكم فيما بلغكم من الصلاة إلى القبلتين (?) !! وأما الحديث فهو من الآحاد (?) ، ثم هو مؤول (?) ، والعرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا دل عليه أو كان منه بسبب (?) " (?)