وبعد ....
فيا أخي في الله .. ها هي بعض معالم الطريق إلى الله قد اتضحت أمامنا، ولم يبق إلا استنهاض الهمة، وتقوية الإرادة، واستنفاذ الجهد، لتصبح البداية قوية بمشية الله، فكما قالوا من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة.
ولنعمل يا أخي على أن نُري الله منا صدق التوجه إليه، وحب العمل من أجله، ولنُقبل عليه متذلّلين خاشعين، علّه -سبحانه وتعالى- يتصدق علينا برحمته وفضله، فقد قال الله عز وجل وقوله الحق {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ .. } (?).
ولنجتهد على أن يرى -سبحانه وتعالى- منا ذلاًّ وانكساراً وفقراً وحاجة له، فكلما تحققنا بمعاني العبودية لله، أمدنا سبحانه بأوصاف ربوبيته، فلقد نصر الله عباده في بدر وهم أذلة {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} (?).
ولنكثر من الدعاء فكما قال -صلى الله عليه وسلم- «الدعاء هو العباد» (?).