بعد أن بينا بحول الله وقوته، وفضله ومنته بعض معالم الطريق .. تظهر لنا مشكلة هامة .. ألا وهي: كيف نسير في الاتجاهين معاً -إصلاح النفس ودعوة الغير- عملياً دون إفراط أو تفريط.
أو بعبارة أخرى: كيف يتسنى لنا أن نواصل السير في كلا الأمرين دون كلل أو ملل؟
لقد اتضح بالتجربة أن المسلم لا يستطيع أن يستمر في كلا الأمرين بنفس القوة إلا في حالة واحدة وهي: وجود بيئة صالحة ووسط طيب فيه يعتنق هذه الأفكار ويسعى سعياً جاداً إلى إصلاح نفسه ودعوة غيره ..
في هذا الوسط يعيش المسلم ويتأثر من خلاله، فيعطي ويأخذ من محاسن الأخلاق والصفات، ووجود هذا الوسط ضروري ولو كان من اثنين فقط لأن «الشَّيْطَان مَعَ الْوَاحِد وَهُوَ من الِاثْنَيْنِ أَبْعَد» (?) ... «وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» (?) كما قال