طوق النجاه (صفحة 18)

- وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي، توقظه بالليل وتقول: قم يا حبيب فإن الطريق بعيد، وزادنا قليل وقوافل الصالحين قد سارت من بين أيدينا ونحن قد بقينا ...

- وهذا رجل من أصحاب سفيان الثوري يقول:

إذا جلسنا إلى الثوري، فكأن النار قد أحاطت بنا، لما نرى من خوفه وجزعه.

- وقال الحجاج لسعيد بن جبير: بلغني أنك لم تضحك قط .. قال: كيف أضحك، وجهنم قد سعّرت، والأغلال قد نصبت والزبانية قد أعدت؟!

- وهذا رجل منهم يقول: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما.

- ورُئَي الحسن يوماً وهو يبكي فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يُبالي.

- وهذا حبيب أبي محمد الفارسي يقول لامرأته: إن متُّ اليوم فأرسلي إلى فلان يغسلني، وافعلي كذا وكذا، فقيل لامرأته، أرى رؤيا؟! قالت: هذا يقوله كل يوم (?) ..

فهذه بعض أحوال الخائفين، صبروا أياماً قليلة، فأعقبتها راحة طويلة ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015