طاعة هذا الملك الكريم، وما الرغبة في لذة ذاهبة لا تذهب الندامة عنها، ولا تفنى التباعة منها، ولا يزول الخزي عن راكبها، وإلى كم هذا التمادي وقد أسمعنا المنادي، وكأن قد حدا بنا الحادي إلى دار القرار، فإما إلى جنة وإما إلى النار.
ألا إن التثبط في هذا المكان لهو الضلال المبين، وفي ذلك أقوال: [من المنسرح] .
أقصر عن لهوه وعن طربه ... وعف في حبه وفي غربه فليس شرب المدام همته ... ولا اقتناص الظباء من أربه قد آن للقلب أن يفيق وأن ... يزيل ما قد علاه من حجبه ألهاه عما عهدت يعجبه ... خيفة يوم تبلى السرائر به يا نفس جدي وشمري ودعي ... عنك اتباع الهوى على لغبه وسارعي في النجاة واجتهدي ... ساعية في الخلاص من كربه علي أحظى بالفوز فيه وأن ... أنجو من ضيقه ومن لهبه يا أيها اللاعب المجد به ال ... دهر أما تتقي شبا نكبه كفاك من كل ما وعظت به ... ما قد أراك الزمان من عجبه دع عنك داراً تفنى غضارتها ... ومكسباً لاعباً بمكتسبه لم يضطرب في محلها أحد ... إلا نبا حدها بمضطربه من عرف الله حق معرفة ... لوى وحل الفؤاد في رهبه ما منقضي الملك مثل خالده ... ولا صحيح التقى كمؤتشبه ولا تقي الورى كفاسقهم ... وليس صدق الكلام من كذبه فلو أمنا من العقاب ولم ... نخش من الله متقى غضبه ولم نخف ناره التي خلقت ... لكل جاني الكلام محتقبه لكان فرضاً لزوم طاعته ... ورد وفد الهوى على عقبه