كذاك يعقوب نبي الهدى ... إذ شفه الحزن على يوسف شم قميصاً جاء من عنده ... وكان مكفوفاً فمنه شفي وما رأيت قط متعاشقين إلا وهما يتهاديان خصل الشعر مبخرة بالعنبر مرشوشة بماء الورد وقد جمعت في أصلها بالمصطكي وبالشمع الأبيض المصفى، ولفت في تطاريف الوشي والخز وما أشبه ذلك، لتكون تذكرة عند البين.

وأما تهادي المساويك بعد مضغها، والمصطكي إثر استعمالها، فكثير بين كل متحابين قد حظر عليهما اللقاء؛ وفي ذلك أقول قطعة منها: [من الطويل] .

أرى ريقها ماء الحياة تيقناً ... على أنها لم تبق لي في الهوى حشا خبر: وأخبرني بعض إخواني عن سليمان بن أحمد الشاعر أنه رأى ابن سهل الحاجب بجزيرة صقلية، وذكر أنه كان غاية في الجمال، فشاهده يوماً في بعض المتنزهات ماشياً وامرأة خلفه تنظر إليه، فلما بعد أتت إلى المكان الذي قد أثر فيه مشيه فجعلت تقبله وتلثم الأرض التي فيها أثر رجله؛ وفي ذلك أقول قطعة أولها: [من الطويل] .

يلومنني في موطئ خفه خطا ... ولو علموا عاد الذي لام يحسد فيا أهل أرض لا يجود سحابها ... خذوا بوصاتي تستقلوا وتحمدوا خذوا من تراب فيه موضع وطئه ... وأضمن ان المحل عنكم يبعد فكل تراب واقع فيه رجله ... فذاك صعيد ليس يجحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015