ولا يليق بالأستاذ إفشاء أسرار طلبته، بل عليه كتمانها، كما لا يليق بالطلبة، إفشاء أسرار أستاذهم ولا سر بعضهم بعضًا، فيجب على كل أخ عدم إفشاء سر أخيه، بل لا يجوز له إفشاء سر زوجته بل سر نفسه الذي يستره الله عليه.
وعلى الأستاذ أن يدرب طلبته على ذلك، ويبين لهم أن ذلك مهم في حياة دعوتهم، ولا سيما في الدول الكافرة المعادية للإسلام وللحكم بكتاب الله.
وقد كان الكتمان من الأمور المهمة في حياة الدعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إذ كان يكتم أمره في مكة وفي المدينة عند الحاجة.
وليس معنى ذلك أن يجعل الدعاة إلى الله خوف الناس، سببًا لانزوائهم عن الناس وعدم تبليغ الإسلام إليهم، كلا، بل معناه حماية الداعية نفسه وإخوانه، من فتح الباب على مصراعيه لأعداء الله في غير البلاد الإسلامية.
فالعلم والعبادات لا تكتم.. يدرس في هذا كتمان الرسول صلى الله عليه وسلم في غزواته ورسالة الكتمان لمحمود شيت خطاب.