السادس. كما كان زاهدًا عفيفًا نزيه النفس عن المطامع، لا يدخل على السلاطين، ولا على من اتصل بهم.
عاش أبو القاسم في الوقت الذي انتشرت فيه الفرق المخالفة لأهل السنة وتم ظهورها، فوفقه الله لسلوك منهج السلف في العقيدة، والتصنيف للرد على المبتدعة، فله في العقيدة ثلاثة مصنفات: الحجة في بيان المحجة، والسنة، ودلائل النبوة وقد عمر ثمانية وسبعون عامًا، وتوفي يوم الأضحى سنة 535هـ.
ثانيًا: أهمية الكتاب ومنهجه:
يقول المصنف في بيان أهمية كتابه، والسبب الذي دفعه إلى تأليفه: "وحين رأيت قوام الإسلام بالتمسك بالسنة، ورأيت البدعة قد كثرت والوقيعة في أهل السنة قد فشت، ورأيت اتباع السنة عند قوم نقيصة، والخوض في الكلام درجة رفيعة، رأيت أن أملي كتابًا في السنة يعتمد عليه من قصد الاتباع وجانب الابتداع، وأبين فيه اعتقاد أئمة السلف وأهل السنة في الأمصار، والراسخين في العلم في الأقطار، ليلزم المرء اتباع الأئمة الماضين، ويجانب طريقة المبتدعين، ويكون من صالحي الخلف لصالحي السلف"1.
ويعد الكتاب من أفضل ما صنف علماء السلف في العقيدة، وذلك للأمور الآتية:
1- جمع موضوعات العقيدة كاملة مستوفاة في الكتاب بقسميه، مع الاستفادة بمؤلفات العقيدة لدى المتقدمين عن المصنف.
2- الامتياز بالتنظيم على هيئة أبواب وفصول.
3- عدم الاكتفاء بسرد الأحاديث والآثار؛ بل مناقشة المخالفين لعقيدة السلف،