وأربعين كتابًا سوى المسائل، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء، توفي -رحمه الله- سنة 311هـ، وعمره تسع وثمانون سنة.

ثانيًا: أهمية الكتاب ومنهجه:

يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب المصنفة في العقيدة عند أهل السنة والجماعة، فمؤلفه من متقدمي علماء السنة، فقد عاش في القرن الثالث، وهو يروي كتبه بالسند المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنها هذا الكتاب، وقد عاصر كثيرًا من شيوخ البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالى، وتلقى عنهما والتقى بالبخاري ومسلم، وأخرجا له في غير الصحيح.

والكتاب يشتمل على ما يزيد على سبعمائة وخمسين حديثًا بالإضافة إلى عشرات الأسانيد، الأمر الذي جعل كثيرًا من علماء السلف يعتمدون على هذا الكتاب، وينقلون منه كثيرًا في كتبهم التي تقرر عقيدة السلف، كما أن المؤلف يورد كثيرًا من الأحاديث من غير طرق الكتب الستة، فهو بهذا يعتبر كالمستخرج عليها.

ثم إن مؤلفه يعتبر من أكبر علماء السنة الذين انتهت إليه الرئاسة في العلم والفقه بلا منازع، كما كان مشهورًا بمناظرته ومجادلته لأهل الأهواء وإفحامهم، فاستحق بذل لقب إمام الأئمة في عصره.

وقد سلك المؤلف -رحمه الله- في تأليفه الكتاب مسلك المحدثين في سوق الآيات والأحاديث، والآثار تحت تراجم دالة على المعنى المراد، مقتديًا في ذلك بعلماء السلف الذين سبقوه.

ويلاحظ في الكتاب الإكثار من الأبواب للموضوع الواحد، وقد يؤخذ على المؤلف روايته عن بعض الضعفاء والمتروكين رغم أنه اشترط في عدة مواضع من الكتاب أن لا يروي إلا عن الثقات العدول بالسند المتصل، وبتحقيق الكتاب أخيرًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015