الملحق الثاني: تعريف ببعض مصنفات العقيدة عند أهل السنة والجماعة
تمهيد:
بدأ علم الاعتقاد في التميز بالتدوين مع ظهور البدع، واشتداد وطأة الفرق المبتدعة، فأخذ أئمة المسلمين في تصنيف كتب تتضمن المسائل التي اختلف فيها المنتسبون إلى الإسلام، والتي يترتب على الاختلاف فيها تبديع المخالف أو تكفيره، وبينوا فيها عقيدة السلف أهل السنة والجماعة، وردوا على المخالفين أهل البدع والأهواء.
لذلك فقد نشأت الكتابة في هذا العلم في صورة ردود على الفرق الضالة، فكتب الإمام أحمد بن حنبل "241هـ" كتابه "الرد على الزنادقة والجهمية"، وكتب الإمام البخاري "256هـ" كتابه "الرد على الجهمية"، وكتب الإمام عثمان بن سعيد الدارمي "280هـ" كتابه "الرد على بشر المريسي"، وفي الرد على الوعيدية -وهم الخوارج والمعتزلة-، وعلى المرجئة كتب أبو عبيدة القاسم بن سلام "224هـ" كتابه "الإيمان"، وكذلك صنع أبو بكر أبي شيبة "235هـ"، وكتب الردود هذه تتناول بعض مسائل الاعتقاد.
ثم دونت الكتب التي تجمع معظم مسائل الاعتقاد المعروفة اليوم، ولكنها عرفت باسم كتب السنة، وذلك في مقابل مقالات المبتدعة، فمنها كتاب "السنة" لأبي بكر بن أبي عاصم "287هـ"، و"السنة" لعبد الله بن أحمد بن حنبل "ت: 290هـ"، و"السنة" لمحمد بن نصر المروزي "294هـ"، و"السنة" لأبي بكر الخلال "311هـ"، وفي هذا التوقيت أيضًا ظهرت كتب تحمل اسم التوحيد ككتاب "التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل" لأبي بكر محمد بن خزيمة "311هـ"، وكتاب "التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته على الاتفاق والتفرد" لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده "395هـ".
كما سميت كتب الاعتقاد أيضًا باسم كتب الشريعة، ككتاب "الشريعة" لأبي بكر الآجري "360هـ"، وكتاب "الإبانة عن شريعة الفرق الناجية" لابن بطة "387هـ".