قواه من الدين ملتمسا هديه من القرآن ويرى القابسي1 أن إحياء الضمير لا يكون إلا بوسيلتين تتفرعان عن أصل واحد "وهو الإيمان الخالص بالله القوي العليم الغفور" والوسيلة الأولى "أن تعبد الله كأنك تراه" وهذا يقتضي من العبد أن يكون ملتزما بالطاعة والفضائل في كل أحواله؛ لأنه يشاهد الله في أعماقه كلما أقدم على فعل، وهذا يجدد إيمانه في كل لحظة، والوسيلة الثانية الاعتصام بالله؛ لأن الانزلاق الخلقي مرجعه اتباع الشهوات، ولا عاصم للإنسان من نفسه الأمارة بالسوء إلا الله.
فإذا ما أردنا أن تكون مجتمعاتنا قائمة على الضمير، فلا بد وأن نعتني بتعليم القرآن، ذلك النبع الذي يفيض بالأخلاق السامية، والذي حدد في خطوات سهلة ميسرة سبل الإيمان بالله، والاعتصام به، وهي الوسائل التي تحيي الضمير، فتستقيم الأخلاق.
وعلى المعلم أن يحرص في دروس القرآن على تعليم التلاميذ مبادئ الإيمان الصحيح، والعبادات المختلفة، ومراقبة النفس، والترفع إلى مرتبة الصالحين، والتوجيه إلى الله بالدعاء {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ، وليكن صوب عينيه أن العبادة في الإسلام ليست عبثا، وأنه مسئول أن يجعلها كالغذاء والهواء في حياة التلاميذ، فالصلاة وهي جوهر الإسلام عبادة الغرض منها معرفة الله، وذكره في كل وقت، ودوام الذكر هو السبيل إلى يقظة الضمير. لهذا