الْمُحدث الأوحد البارع ... فَقِيه متفنن، ومحدث متقن، ومفسر نقاد"1، وَقَالَ تِلْمِيذه أَبُو المحاسن الْحُسَيْنِي: "الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ الْمُفِيد البارع… وبرع فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والنحو وأمعن فِي الرِّجَال والعلل"2، وَتُوفِّي سنة 774هـ.
التَّعْرِيف بكتابه:
أَولا: اسْم الْكتاب: جَامع المسانيد وَالسّنَن الْهَادِي لأَقوم سَنَن، حَيْثُ قَالَ فِي مقدمته: "وَسميت كتابي هَذَا: جَامع المسانيد وَالسّنَن الْهَادِي لأَقوم سَنَن، وَهُوَ: الْمسند الْكَبِير"3.
ثَانِيًا: مَوْضُوعه: الدّلَالَة على مرويات الْكتب السِّتَّة، وَبَعض المسانيد ومعجم الطَّبَرَانِيّ، من خلال ذكر متونها كَامِلَة وطرقها، مرتبَة على الرَّاوِي الْأَعْلَى.
ثَالِثا: بَيَان مشتملاته:
لقد اسْتَفَادَ ابْن كثير من صَنِيع شَيْخه الإِمَام المِزِّي فِي تحفة الْأَشْرَاف، حَيْثُ يظْهر ذَلِك من خلال ترتيبه لكتابه جَامع المسانيد، كَمَا أَنه يَعْزُو إِلَيْهِ فِي مَوَاضِع مُتعَدِّدَة، وَيُشِير إِلَى ذَلِك بقوله: "قَالَ شَيخنَا" وَيُرِيد المِزِّي، ويحيل فِي مَوَاضِع أُخْرَى على كِتَابه الْأَطْرَاف4، وَقد نسخ ابْن كثير كتاب تحفة الْأَشْرَاف، ونسخته مَشْهُورَة 5، كَمَا أَنه اسْتَفَادَ من صَنِيع الْحَافِظ الصَّامِت6 كَذَلِك،