وَهُوَ يَقُول يَا مولَايَ أَحْمد فَقَالَ الْفَقِيه صفي الدّين فَدخل ذَلِك الصَّوْت بمسامعي وأعضائي ولزمني شبه الرعدة وَقلت هَذَا صَوت المقرىء لَا شكّ فِيهِ وَأَظنهُ جَاءَ من تعز وَقَامَ الْفَقِيه من سَاعَته فَنظر عِنْد بَابه وحوالي بَيته فَلم ير أحدا فَرجع إِلَى بَيته فَلَمَّا اسْتَقر مَكَانَهُ سمع صَوت المقرىء كالصوت الأول فَقَالَ الْفَقِيه لأولاده وَمن حَضَره هَذَا صَوت المقرىء وَقد سمعته مرَّتَيْنِ قومُوا بِنَا حَتَّى ننظره فاجتهدوا فِي الْبَحْث وَالسُّؤَال عَن المقرىء فَلم يروه فَرجع الْفَقِيه إِلَى بَيته فَسمع صَوت المقرىء مرّة ثَالِثَة فأنعم النّظر فِي الْبَحْث عَنهُ وَلم يجده فأرخ ذَلِك وَكتب بِهِ إِلَى المقرىء فَرجع الْجَواب مِنْهُ يذكر فِيهِ أَنِّي لَا أَزَال أذكرك وأدعو لَك وَإِنِّي طالعت فِي الْكتاب الَّذِي حصلت لي فَوجدت فِيهِ ثَلَاثَة أَمَاكِن تحْتَاج إِلَى إصْلَاح كَانَ ذَلِك مني فِي سَاعَة وَاحِدَة فصدر مني مَا سَمِعت

وَكَانَ الْفَقِيه رَضِي الدّين كثير الإخوان والإصدقاء من الأخيار يوصيهم بِالدُّعَاءِ على ظهر الْغَيْب فَأخْبر بَعضهم أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي يَا رَسُول الله إِن لي صاحبا أَو قَالَ صديقا وَقد أَوْصَانِي إِلَيْك بِالسَّلَامِ وَهُوَ من حَملَة الْعلم الشريف وَحسن الطَّرِيقَة يحب الله ويحبك يَا رَسُول الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهوَ أَحْمد بن أبي بكر فَقلت نعم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقرأه عني السَّلَام وَأَنا رَاض عَلَيْهِ وَالله رَاض عَنهُ لرضا أَبَوَيْهِ عَنهُ وبره بهما وَحسن ظَنِّي بِمن ذَكرنِي عِنْده

وَرَأى هُوَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه يطرد الذُّبَاب عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَأَلَهُ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أهوَ مَنْسُوب إِلَى خدرة فَقَالَ لَهُ نعم قَالَ وَرَأى فِي لحيته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شيبا كثيرا وَرَأى أَنفه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَويلا كُله فِيمَا نقلته بِخَطِّهِ مُخْتَصرا

وللفقيه صفي الدّين فَضَائِل ومبشرات وكرامات ذكرت بَعْضهَا فِي الأَصْل مِمَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015