بِهِ إِلَى الله تَعَالَى فِي حَاجَة قَضَاهَا الله تَعَالَى وَقد شوهد لَهُ كرامات كَثِيرَة
وَمن أهل رِبَاط الذهوب الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عِيسَى بن مُحَمَّد الصُّوفِي كَانَ تلميذ الشَّيْخ شُجَاع الدّين عمر بن عبد الرَّحْمَن الْقُدسِي وَقد ذكره الجندي بتاريخه هَذَا الْقُدسِي وَلم تكن لَهُ من الذُّرِّيَّة سوى بنت فَزَوجهَا على هَذَا الشَّيْخ عفيف الدّين عِيسَى بن مُحَمَّد الصُّوفِي وَكَانَت امْرَأَة صَالِحَة فَلَمَّا توفى الله تَعَالَى هَذَا الشَّيْخ الصَّالح عمر بن عبد الرَّحْمَن الْقُدسِي قَامَ بِمنْصب هَذَا الشَّيْخ عِيسَى الْمُقدم الذّكر وَكَانَ عابدا زاهدا لَهُ كرامات مستفيضة وقصده النَّاس للرباط وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي
وَقد حدث لَهُ ولدان نجيبان من زَوجته بنت الشَّيْخ عمر بن عبد الرَّحْمَن الْقُدسِي أَحدهمَا الشَّيْخ شمس الدّين عَليّ وَكَانَ صواما قواما عابدا زاهدا صَالحا ظَهرت لَهُ الكرامات من ذَلِك مَا حُكيَ وَصَحَّ أَن الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر السيري شيخ بعدان وواليها تزوج امْرَأَة وَلم يحدث لَهُ مِنْهَا حمل وَكَانَ يطْلب الْوَلَد فَطلب هَذَا الْوَالِي الشَّيْخ الصَّالح شمس الدّين عَليّ بن عِيسَى الصُّوفِي وَقَالَ لَهُ أحب مِنْك الدُّعَاء إِلَى الله تَعَالَى بِأَن يَرْزُقنِي أَوْلَادًا من هَذِه الزَّوْجَة وَقد أدخلهُ عَلَيْهَا وَأَشَارَ إِلَيْهَا بِأَن تَدْنُو مِنْهُ بظهرها فَفعلت ذَلِك فَقَرَأَ شَيْئا ثمَّ نفخ على ظهرهَا أَربع مَرَّات ثمَّ الْتفت إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ هَؤُلَاءِ أَرْبَعَة مَشَايِخ يَا شيخ فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ وَولدت أَرْبَعَة بطُون وهم تَاج الدّين وَعبد النَّبِي والجلال وَاللَّيْث فَكل هَؤُلَاءِ توَلّوا على الحكم ببعدان كل وَاحِد مِنْهُم وَحده توفّي هَذَا الشَّيْخ شمس الدّين عَليّ بن عِيسَى قريب آخر المئة الثَّامِنَة
وَأما الْوَلَد الثَّانِي فَهُوَ الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد أسْكنهُ وَالِده بقرية معيد