فَجهز الشَّيْخ صارم الدّين جمَاعَة من أَصْحَابه إِلَى الشَّيْخ عمر العرابي شَيْخه فِي التصوف فوصلوا إِلَيْهِ وَأَخْبرُوهُ بذلك وَأَقَامُوا عِنْده أَيَّامًا مكرمين ثمَّ أَمرهم بالقدوم مَعَه إِلَى شخص من الصَّالِحين قد سَمَّاهُ لي أنسيت اسْمه فوصلوا إِلَيْهِ وَأَقَامُوا بِالسَّمَاعِ الْمَعْهُود للصوفية عِنْد هَذَا الشَّخْص أَيَّامًا حَتَّى كاشفهم وَقَالَ اذْهَبُوا إِلَى بلدكم فقد توفى الله الْفَقِيه عبد الله الْكَاهِلِي الْيَوْم هَذَا وخصوا صَاحبكُم الشَّيْخ صارم الدّين بِالسَّلَامِ ودوموا على مَا كُنْتُم عَلَيْهِ فَرَجَعُوا وأخبروا خبر هَذَا الشَّيْخ صارم الدّين بِمَا كَانَ من ذَلِك ووجدوا أَن موت الْفَقِيه عفيف الدّين فِي الْيَوْم الَّذِي قَالَ لَهُم فِيهِ ذَلِك الشَّخْص
وَكَانَ الشَّيْخ صارم الدّين صَاحب جاه كَبِير لَا مُخَالفَة لأَمره من أحد ودام على ذَلِك بِالذكر فِي الْمَكَان الَّذِي أعْمرهُ لَهُ الشَّيْخ الْجلَال وَهُوَ الرِّبَاط بمدرسة الشَّيْخ الْجلَال الْمَذْكُور إِلَى أَن انْتقل إِلَى الفراوي ووقف بهَا أَيَّامًا ثمَّ توفاه الله تَعَالَى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَله كرامات مِنْهَا مَا شاهدته وَمِنْهَا مَا أَخْبرنِي بِهِ الثِّقَة مِمَّا قد ذكرته فِي الأَصْل وَهُوَ الَّذِي أعمر الْبُنيان الَّذِي حول قبر الشَّيْخ حسام الدّين بِمَدِينَة إب حَيْثُ يقف الزائر فَوْقه وَتَحْته السائلة هُنَالك وَهُوَ الَّذِي أخرج المَاء قَرِيبا من قبر الشَّيْخ حسام الدّين بَينه وَبَين الطَّرِيق هُنَالك وَأَعْمر فِيهِ الْمصلى والحوض وَقد بنى بذلك مَسْجِدا بعد وَفَاته بناه غَيره وَهُوَ الَّذِي أعمر الْمعِين المنسوبة إِلَيْهِ فِي السايلة هُنَالك وَهِي مَعْرُوفَة وكل ذَلِك شَرْقي مَدِينَة إب