على جمَاعَة من المقرئين وأجازوا لَهُ ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ زار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاجْتمعَ هُنَاكَ بِجَمَاعَة من شُيُوخ الْقرَاءَات السَّبع وبجماعة من شُيُوخ التصوف فَقَرَأَ عَلَيْهِم ونصبه الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بعد أَن ثَبت نَصبه عَن الشَّيْخ الْوَلِيّ الإِمَام عبد الرَّحْمَن بن عبد الله اليافعي وَالشَّيْخ فَخر الدّين الْموصِلِي وَالشَّيْخ محيي الدّين عمر العرابي ثمَّ عَاد المقرىء جمال الدّين فَبَقيَ يقرىء بِالْقُرْآنِ ويجتهد بِالْعبَادَة إِلَى أَن توفّي سنة خمسين وثمانمئة رَحمَه الله
وَمِنْهُم الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا كَانَ رجلا فَاضلا عَالما وَكَانَ هُوَ وأهاليه من رُؤَسَاء بعدان وسكنهم النضارى وَكَانَ هَذَا الشَّيْخ جمال الدّين أَنْجَب أَهله عصره من أَله فأنكحه الشَّيْخ أَبُو بكر بن معوضة السيري شيخ بعدان ابْنَته وَأَسْكَنَهُ دَاره فَقطع رَأس الشَّيْخ أَبُو بكر لَيْلًا فاتهم أهل بعدان الشَّيْخ جمال الدّين بذلك وَلم يكن قَتله إلإ غيرَة وَظَهَرت بَرَاءَة الشَّيْخ جمال الدّين عَن ذَلِك فسافر الشَّيْخ جمال الدّين إِلَى مَكَّة وجاور فِيهَا وَفِي الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَلزِمَ طَريقَة الصُّوفِيَّة وجد واجتهد بِالْعبَادَة فَمن شُيُوخه فِي ذَلِك الْوَلِيّ الصَّالح جَامع طريقتي الشَّرِيعَة والحقيقة عبد الله بن أسعد اليافعي وَالشَّيْخ محيي الدّين عمر العرابي وَغَيرهمَا وَلم يعد إِلَى الْيمن وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَوجدت كتابا بليغا مِنْهُ إِلَى إخْوَته يعلمهُمْ بِحَالهِ ويعظهم فِيهِ ويحذرهم من الاغترار بالدنيا قد ذكرته فِي التَّارِيخ الْكَبِير مَعَ دُعَاء حسن فَمن أحب ذَلِك فليراجعه مِنْهُ
وَكَانَت وَفَاته على رَأس المئة التَّاسِعَة كَمَا وجدته مُعَلّقا من خطّ بعض الْفُضَلَاء رَحِمهم الله أَجْمَعِينَ