صنعاء وَلها طَرِيقَانِ عليا وسفلى فَدخل على الْفَقِيه عفيف الدّين وَهُوَ لابس جُبَّة خضراء من صوف مربع فَقَالَ ارتجالا
(جعلت طريقك السُّفْلى طريقي ... وَقد كَانَت طريقي عَنْك أُخْرَى)
(لألبس جُبَّة لَا أشتريها ... بِغَيْر الشّعْر وَهِي ترف خضرًا)
فَخلع الْفَقِيه الْجُبَّة وَأَعْطَاهَا الشَّاعِر فِي تِلْكَ السَّاعَة وللفقيه عفيف الدّين الشنيني صَاحب التَّرْجَمَة قريحة فِي الشّعْر مِنْهُ قَوْله فِي التوسل
(إلهي بِحَق الْهَاشِمِي مُحَمَّد ... أقل عثرتي وامنن بعفوك سَيِّدي)
(على عَبدك الراجي لرحمتك الَّتِي ... عممت بهَا من ضل أَو هُوَ مهتدي)
وَله غير ذَلِك من الشّعْر الْحسن اختصرت من ذكره توفّي رَحمَه الله بِسنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة شَهِيدا من ألم الطَّاعُون وقبر عِنْد جده الإِمَام رَضِي الدّين رحمهمَا الله ونفع بهما
وَمن أهل المخادر الْقرْيَة الْمَشْهُورَة قَرِيبا من قَرْيَة شنين القَاضِي الْعَلامَة عفيف الدّين عبد الْعَلِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم هُوَ من أهل بَيت فقه وَقد ذكر المؤرخون أَهله وأثنوا عَلَيْهِم وَكَانَ هَذَا القَاضِي عفيف الدّين إِمَامًا فَاضلا عَالما أَخذ الْفِقْه عَن الإِمَام وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن الحبيشي وَعَن وَلَده جمال الدّين وَعَن الْفَقِيه قَاسم بن أبي بكر الهاملي وَعَن الإِمَام جمال الدّين الريمي وَعَن الإِمَام رَضِي الدّين الشنيني وَأخذ الحَدِيث عَن الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي فأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَتَوَلَّى الْقَضَاء بوطنه قَرْيَة المخادر وَحسنت سيرته وَكَانَ عُمْدَة بِتِلْكَ الْبَلَد