وَبَقِي على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي بعد سنة خمسين وثمانمئة

وَمِنْهُم الإِمَام الْعَلامَة ذُو الْفُنُون العديدة والعلوم المفيدة حسام الدّين عبد الْوَهَّاب بن عبد الله السراف النهام قَرَأَ على الإِمَام الْقُدسِي الْمَذْكُور بَين أهل زبيد بفن الْأَدَب وَقَرَأَ على غَيرهمَا بِسَائِر الْعُلُوم فَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والنحو وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان مشاركا بغَيْرهَا من سَائِر الْعُلُوم وَكَانَت لَهُ وجاهة عِنْد الْمُلُوك وَهُوَ مُؤذن الْأَشْرَف بن الظَّاهِر فَلَمَّا تولى الْأَشْرَف السلطنة كَانَ يحسن إِلَيْهِ وقربه لَدَيْهِ وأضاف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب شَيْئا كثيرا فدرس فِي علم الْأَدَب وَفضل على شَيْخه الْمَقْدِسِي وَغَيره وانتفع عَلَيْهِ جمَاعَة بِعلم النَّحْو كالمقرىء شمس الدّين يُوسُف بن يُونُس الجبائي وَغَيره ثمَّ إِن السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف أرْسلهُ إِلَى عدن لبَعض مقاصده فَأَقَامَ بهَا اياما ثمَّ رَجَعَ قَافِلًا فَلَمَّا وصل اللخبة من قرى لحج مرض وَتُوفِّي هُنَالك بِشَهْر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وثمانمئة وَمن شعره مَا كتبه إِلَى بعض أصدقائه يطْلب مِنْهُ قَضَاء حَاجَة فَقَالَ

(سَلام يحاكي الْمسك طيب ذكائه ... وَيُشبه ضوء الشَّمْس وسط سمائها)

(عَلَيْك جمال الدّين مَا لَاحَ بارق ... وَمَا هملت سحب السَّمَاء بِمَائِهَا)

(وَقد عرضت لي يَا فَتى الْجُود حَاجَة ... فحقق رجائي باعتناء قَضَائهَا)

وَله غير ذَلِك من الشّعْر وَله فِي مسَائِل من النَّحْو تدقيق يدل على غزارة علمه وحرزه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015