واجتهد بِطَلَب الْعلم الشريف ثمَّ بالتدريس ثمَّ بالتصنيف ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة فِي السّنة الَّتِي لزم الشريف حسن بن عجلَان الَّتِي أَولهَا
(أَحْسَنت فِي تَدْبِير أَمرك يَا حسن ... وأجدت فِي تَحْلِيل أخلاط الْفِتَن)
وَهِي قصيدة طَوِيلَة قَالَ فِيهَا
(مُوسَى هزبر لَا يُطَاق نزاله ... فِي الْحَرْب لَكِن أَيْن مُوسَى من حسن)
(بِعْ مِنْهُ مهجته وَخذ مَا عِنْده ... ثمنا يكن مِنْهُ الْمُثمن وَالثمن)
وَلما دخل على الشريف حسن الْمَذْكُور أنْشدهُ ارتجالا
(أتيت مُسلما وَمن الرجالة ... أقوم مودعا خوف الثقاله)
(فَإِن ترض الْوَدَاع شكرت حَالي ... وَإِن لَا يرتضيه فشكرها لَهُ)
فَأكْرمه الشريف غَايَة الْإِكْرَام وَأحسن إِلَيْهِ غَايَة الْإِحْسَان ثمَّ عَاد من الْحَج إِلَى مَدِينَة زبيد وآلى على نَفسه أَن لَا يَقُول شعرًا بعد أَن أنشأ بَيْتَيْنِ هما
(بِعَين الشّعْر أبصرني أنَاس ... فَلَمَّا سَاءَنِي أخرجت عينه)
(خُرُوجًا بعد رَاء كَانَ رَأْي ... فَصَارَ الشّعْر مني الشَّرْع عينه)
واجتهد بالتدريس وَالْفَتْوَى والتصنيف وَكَانَ غواصا فِي الْمعَانِي الدقيقة وصنف كتاب عنوان الشّرف وَهُوَ الْكتاب الَّذِي لم يسْبق إِلَى مثله جمع فِيهِ