عشْرين سنة حَتَّى رقي من رتب الْمَعَالِي فعلاها وحوى من الْعُلُوم الإلهية فحواها وَلزِمَ مجْلِس الشَّيْخ الْمَعْرُوف إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي وَحج سِنِين مُتعَدِّدَة مِنْهَا سنة على قدم التجرد إِلَى مَكَّة المشرفة ثمَّ إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَحصل من الْعلم مَا لم يحصله غَيره وصنف فِي طَرِيق الصُّوفِيَّة تصانيف مِنْهَا كتاب تَلْخِيص الْقَوَاعِد الوفية فِي أصل خرقَة الصُّوفِيَّة وَكتاب عدَّة المرشدين وعمدة المسترشدين وَله غير ذَلِك نظما ونثرا ونال الْحَظ الأوفر عِنْد السُّلْطَان الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل ثمَّ عِنْد وَلَده النَّاصِر فقربه وَجعله من خواصه فَتزَوج السُّلْطَان من أهل بَيته وأضاف إِلَيْهِ الْقَضَاء الْأَكْبَر فِي شَوَّال سنة سبع عشرَة وثمانمئة وَذَلِكَ بعد موت الشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَكَانَت سيرته فِي الْوَظِيفَة سيرة مرضية وسعى فِي اسْتِخْرَاج الْوَقْف الَّذِي قد كَانَت الْمُلُوك أدخلته فِي دفاترهم وَصَرفه مصرفه وَرفع الوفر الَّذِي كَانَ يقبضهُ الْمُلُوك من الْوَقْف ثمَّ لما كَانَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وثمانمئة حصل بَين الْفَقِيه شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن أبي بكر المقرىء وَالشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي بكر الرداد أُمُور وأحداث أدَّت إِلَى ظُهُور الشقاق وَسُوء الْأَخْلَاق وَبَالغ الشَّيْخ شرف الدّين فِي الْإِنْكَار على الشَّيْخ شهَاب الدّين فِي إِظْهَار السماع وَمَا لَا يجوز مِمَّا يَفْعَله المتصوفون مِمَّا لَا ترتضيه الشَّرِيعَة وَعمل فِي ذَلِك قصائد مِنْهَا القصيدة الَّتِي أَولهَا
(إِن الشَّرِيعَة ذلت بعد عزتها ... وَأصْبح الراس مِنْهَا مَوضِع الذَّنب)