(فَانْزِل على الغربي من أرجائها ... واحطط عَن الأظعان ثقل عراها)
(واستقبل الْمِحْرَاب واسجد خاضعا ... شكرا وَقل سُبْحَانَ من أنشاها)
(بلد بهَا ترب يفوح بعنبر ... يستعطر الأكوان من رياها)
(فَهِيَ السَّلامَة وَهُوَ ابْن غريبها ... طُوبَى لمن قد زارها وَرَآهَا)
وَلم أتحقق تَارِيخ وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى
وَمِنْهُم ولدا الشَّيْخ الْجُنَيْد الْمُقدم الذّكر أَحدهمَا اسْمه السراج وَالثَّانِي اسْمه الشهَاب هما القائمان بتربة الشَّيْخ عَليّ بن الْغَرِيب وبمنصب أَبِيهِمَا وجديهما بِالْعبَادَة وإكرام الضَّيْف وأخبرت أَن جدهما الشَّيْخ إِبْرَاهِيم هُوَ الَّذِي اشتهرت لَهُ الكرامات وَهُوَ صَاحب المنصب بالسلامة وَأَن الشَّيْخ عَليّ بن الْغَرِيب كَانَ يتعبد بِالْمَسْجِدِ الْمَشْهُور بِمَسْجِد معَاذ بمعجبة وهما فِي قيد الْحَيَاة عِنْد جمع هَذَا الْمَجْمُوع
وَمن تلامذة الشَّيْخ الْجُنَيْد الْحَاج جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الأصلع كَانَ مُجْتَهدا بِالْعبَادَة مَاشِيا على طَريقَة السّلف الصَّالح أخبر الثِّقَة أَنه سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجاب الْبِلَاد لزيارة الصَّالِحين حَتَّى دخل مصر فصحب فقيرين من أهل الْيمن لَا يعرفهما وهما يخدمان بعض التّرْك فسرقا عَلَيْهِ شَيْئا وهربا فَلَزِمَ التركي هَذَا الْحَاج مُحَمَّد الْمَذْكُور لصحبته لَهما وَقَالَ لَا أعرف مَالِي إِلَّا مِنْك وشدد عَلَيْهِ فاستغاث بِاللَّه ثمَّ بالشيخ عَليّ بن الْغَرِيب ثمَّ بشيخه الْجُنَيْد طول ليلته فتصور لَهُ الشَّيْخ الْجُنَيْد على صورته الَّتِي يعرفهَا وَقَالَ لَهُ أبشر فَإنَّك ستخرج من الْحَبْس بكرَة قَالَ الْحَاج مُحَمَّد فَلَمَّا طلع الْفجْر جَاءَ رَسُول التركي فَذهب إِلَيْهِ فقا لَهُ من شيخك قَالَ الشَّيْخ عَليّ بن الْغَرِيب فَقَالَ هَل لَك شيخ غَيره فَقَالَ نعم الشَّيْخ عَليّ الْجُنَيْد فَقَالَ قد حصل من الشَّيْخ عَليّ الْجُنَيْد إِشَارَة إِلَيّ بإطلاقك وَقد أطلقتك فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْت وَلم أتحقق تَارِيخ وَفَاته