الْمِنْهَاج فَقَرَأَ وَأَجَازَ لَهُ وتأدب بآداب الشَّيْخ نَاصِر الدّين الميلقاني وَصَحب جمَاعَة من الشُّيُوخ كالشيخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْغَزِّي الْمَشْهُور بزقاعة والشاب التائب وَغَيرهمَا وعقدوا الْأُخوة فِيمَا بَينهم وَأقَام بِمصْر نَحْو ثَلَاث سِنِين ثمَّ قَالَ لَهُ الشَّيْخ ابْن الميلقاني اذْهَبْ حَيْثُ ينشرح صدرك وودعه فسافر من مصر إِلَى الْحَبَشَة وَأقَام بهَا وَتزَوج بهَا أُخْت الشَّيْخ سعد الدّين سُلْطَان الْيمن بِالْحَبَشَةِ فَولدت لَهُ أَوْلَادًا هُنَالك ثمَّ سَار بهم فَرَكبُوا فِي الْبَحْر إِلَى المخاء فَلَمَّا وصل إِلَى هُنَالك وَافق وُصُوله خوف امْرَأَة من ذَوَات الْأَمْوَال ادعِي على وَلَدهَا بقتل فاستجارت وَوَلدهَا بالشيخ شمس الدّين الْقرشِي الْمَذْكُور وَسَأَلته أَن يشفع لَهَا إِلَى الْوَالِي بِالنّظرِ بِحَالِهَا وَعدم الْقَتْل لولدها وبمالها وهم بِبَلَد العقارب فشفع لَهَا فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَطلب مِنْهُ بعض كبراء الْبَلَد الْإِقَامَة عِنْده فَأَقَامَ مكرما فَعلم أَخُو الْمَقْتُول بشفاعة الشَّيْخ شمس الدّين فهم أَن يفتك بالشيخ شمس الدّين ويضربه بِالسَّيْفِ فَالْتَفت إِلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين فَدَعَا عَلَيْهِ فصرع فَحَمَلُوهُ إِلَى بَيته فَمَكثَ أَيَّامًا أَو نَحوه وَمَات فَجَاءَت قبيلته إِلَى الشَّيْخ شمس الدّين وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ فَكَانَت هَذِه أول كَرَامَة ظَهرت لَهُ ثمَّ ظَهرت لَهُ بعد ذَلِك كرامات كَثِيرَة ذكرت بَعْضهَا فِي الأَصْل مِنْهَا أَنه حدث على ولد السُّلْطَان النَّاصِر الْمُسَمّى مُحَمَّد جُنُون وَخَالف عَلَيْهِ أَخُوهُ حُسَيْن مَعَ الرُّتْبَة بحصن تعز فقبضوا حصن تعز عَلَيْهِ فَأرْسل السُّلْطَان رَسُولا إِلَى الشَّيْخ شمس الدّين الْقرشِي يطْلب مِنْهُ الدُّعَاء بعافية وَلَده وَرُجُوع الْحصن وَإِن لم