ثمَّ توفّي هُنَالك وقبر بمقبرة أرومة بعبدان وَذَلِكَ بِشَهْر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن المتوفين بثعبات من الوافدين إِلَيْهَا المقرىء الصَّالح الْعَالم أَبُو عبد الله جمال الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون الغرناطي الأندلسي كَانَ إِمَامًا فَاضلا عَالما نحويا قَرَأَ على الْعَلامَة أبي حَامِد مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بِمَكَّة المشرفة وَقدم مِنْهَا صُحْبَة الشَّيْخ الصَّالح أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله البريهي الْمَشْهُور بالمرقد إِلَى الْيمن فنشر علمه فدرس وافتى واشتهر بالصلاح وَصَحب جمَاعَة من الأخيار وآخوه مِنْهُم القَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر البريهي وَحكي عَن عباداته وجودة حفظه وذكائه مَا يدل على صَلَاحه وفلاحه وَأَنه وحيد عصره وزمانه وَمِمَّنْ يشد إِلَيْهِ الرّحال ورتب مدرسا فِي مَدِينَة ثعبات وَقصد إِلَيْهَا للإفادة
أَخْبرنِي المقرىء شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي قَالَ نقل إِلَيّ من فَوَائِد المقرىء جمال الدّين الغرناطي فِي علم الْقرَاءَات مَا يعجز عَنهُ أكَابِر الْوَقْت وَأَنا أتحسر على عدم الِاجْتِمَاع بِهِ فَلَقَد اضاعه أهل وقته كَمَا أَنهم لم ينصفوه
توفّي هَذَا المقرىء جمال الدّين سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسبعمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ