(أَلَيْسَ كل أولي فن أحيباب ... وكل ذَوي ود أصيحاب)
فَأَجَابَهُ القَاضِي صفي الدّين بِجَوَاب بليغ تركت ذكره اختصارا
ثمَّ أَخْبرنِي أَنه وَفد عَلَيْهِ جمَاعَة من أهل الْأَدَب فاستضافوه فعجز عَن قراهم فَكتب إِلَيْهِم قَوْله رَضِي الله عَنهُ
(الْجُود طبعي غير لَا أملك مَا ... يقري النزيل لَا وَلَا يروي الظما)
(فاعذر أخي أَن رَأَيْت بباحتي ... محلا بهَا وادع أخي بِمَا وَمَا)
(والفقر شين للأنام كلهم ... لَا سِيمَا يَا سَيِّدي للعلما)
وَلِهَذَا الْفَقِيه شعر حسن غير ذَلِك توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بعد سنة خمسين وثمانمئة سنة
وَمن الوافدين إِلَى وصاب من أهل مَدِينَة زبيد الْفَقِيه الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر الفارقي شهر بالنهاري قَرَأَ بالقراءات السَّبع على المقرىء عفيف الدّين عُثْمَان النَّاشِرِيّ وبالفقه على الإِمَام شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الْمقري وعَلى القَاضِي جمال الدّين الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ ورتبه إِمَامًا ومدرسا بِالْمَدْرَسَةِ الفرحانية الْبَريَّة الْخَارِجَة من مَدِينَة زبيد
ثمَّ لما اتّفق على أهل زبيد وَمَا والاها مَا اتّفق من العبيد والمعازبة والقرشيين بعد سنة خمسين وثمانمئة سنة انْتقل هَذَا الْفَقِيه إِلَى بلد نعْمَان وصاب فدرس وَأفْتى وأضيف إِلَيْهِ الْقَضَاء بِتِلْكَ الْجِهَات