هَذَا الشَّيْخ على جمَاعَة من الشُّيُوخ أهل الْفِقْه والْحَدِيث ثمَّ سلك طَريقَة التصوف وتأدب بآدابهم واجتهد بِالْعبَادَة وَلبس الْخِرْقَة الْمَشْهُورَة عِنْد أهل التصوف من بعض مشايخهم وسافر إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجاور هُنَاكَ نَحْو سنتَيْن ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فاعتكف فِي الْمَسَاجِد وَعبد الله تَعَالَى خَاشِعًا باكيا من خشيَة الله وَقد يحضر السماع فَيفتح عَلَيْهِ فِيهِ بِأَبْيَات عَجِيبَة وَيلْزمهُ حَال فَيذْهب إِلَى عِنْد قُبُور بعض الصَّالِحين والأماكن الْمَشْهُورَة الْبركَة فيقف هُنَاكَ أَيَّامًا ثمَّ يعود وَكَانَت لَهُ قريحة مطاوعة ينظم بهَا الشّعْر مِنْهَا القصيدة الْكَبِيرَة الَّتِي أَولهَا

(لم لَا يحن فُؤَادك الْمَجْرُوح ... وَيفِيض دمعا جفنك المقروح)

وَهِي مَذْكُورَة فِي الأَصْل بكمالها

وَله قصائد كَثِيرَة فِي مدح أبي الْعَبَّاس الْخضر وصنف فِيهِ مصنفة سَمَّاهَا الخدم الخضرية فِي الشيم الخضرية تحتوي على نظم ونثر من ذَلِك مَا قرأته من خطه مِمَّا قَالَه لما مِثَاله يسر الله وُرُود بِشَارَة هنيَّة ومكرمة سنية من سَيِّدي الْخضر صلى الله على نَبينَا وَعَلِيهِ وَسلم وَهُوَ أَنه جرى ذكرى ابْتِدَاء على لِسَانه الشريف لبَعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015