مثلك وَكَانَت لَيْلَة الْجُمُعَة قَالَ فوقفنا كَذَلِك فِي الْحرم الشريف سَاعَة ثمَّ نمنا فَلم نشعر إِلَّا وَرجل ينبهني فتنبهت فَقَالَ قُم واكشف عَن زَاد الْغَيْب قَالَ فَقُمْت فَوجدت طبقًا وَعَلِيهِ مكبة فكشفتها فَوجدت أرزا حارا وَسمنًا وَعَسَلًا وزنجبيلا أَخْضَر قَالَ فَأكلت أَنا وَذَلِكَ الرجل حَتَّى شبعنا وَبَقِي مِنْهُ بَقِيَّة ثمَّ نمنا فَلَمَّا انتبهنا لم أر الطَّبَق وَلَا شَيْئا مِمَّا بَقِي فِيهِ فصلينا الصُّبْح مَعَ الْجَمَاعَة فصلى عِنْدِي رجل وَصلى عِنْده رجل فَأَعْطَانِي الَّذِي صلى عِنْدِي صرة وَأَعْطَاهُ الَّذِي صلى عِنْده صرة قَالَ ففتحت الصرة الَّتِي لي فَوجدت فِيهَا عشرَة دَرَاهِم وَذَلِكَ الرجل فتح الصرة الَّتِي مَعَه فَوَجَدَهَا عشرَة دَرَاهِم وكل منا أفرغ مَا عِنْده ثمَّ جعنا ثَلَاثَة أَيَّام فَبعد ذَلِك اتّفق مثل مَا اتّفق فِي الْمرة الأولى وَكَذَلِكَ مرّة ثَالِثَة بت فِيهَا ساهرا لأرى من يَأْتِي بالطبق فانتبه صَاحِبي فَرَأى الطَّبَق بِمَا فِيهِ وسألني هَل نمت أم لَا فَقلت لم أنم بل أَنا بانتظار الَّذِي يَأْتِي بالطبق فَقَالَ تأدب وارفع نظرك عَن الْإِنَاء واصرفه إِلَى مَكَان آخر فَصَرَفته إِلَى مَكَان آخر ثمَّ عدت لأنظر الطَّبَق فَلم أجد شَيْئا قَالَ فَلَمَّا صلينَا صَلَاة الصُّبْح جَاءَ الشَّيْخ الْعَفِيف بن المسن فَلَقِيته فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ السَّلَام وَقَالَ مرْحَبًا بِمن جَاع ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ فعجبت على ذَلِك ثمَّ رجعت إِلَى بلدي صُحْبَة الشَّيْخ الْعَفِيف وَقد ظهر لهَذَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين كرامات ذكرت بَعْضهَا فِي الأَصْل وَكَانَ وَفَاته سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ وَدفن بالأجيناد
وَمِنْهُم الشَّيْخ الْفَقِيه بدر الدّين حسن بن مُحَمَّد بن سعيد الشظبي الْحَارِثِيّ المحرزي كَانَ رَحمَه الله إِمَامًا أنارت بِهِ بدور الْعلم وشموسها ودان لَهُ مِنْهَا