الْفَرَائِض جمع فِيهِ من الْفَوَائِد جملَة كَثِيرَة ثمَّ صنف فِي مَنَاسِك الْحَج كتابا سَمَّاهُ هِدَايَة السالك إِلَى مَقَاصِد الناسك وَنقل فِيهِ مسَائِل نفيسة غَرِيبَة وفروعا فِي الْفِقْه مفيدة وَكَانَ معاصروه من الْعلمَاء وَغَيرهم يجلونه ويعظمونه وَكَانَ ينظم الْفَوَائِد لتحفظ من ذَلِك مَا ذكره الشَّيْخ أَبُو حَامِد فِي الرونق فِي الْعُقُود اللَّازِمَة والجائزة حَيْثُ قَالَ الْفَقِيه شهَاب الدّين فِي نظمه لذَلِك
(جَمِيع عُقُود الْفِقْه ضَرْبَان لَا سوى ... أَبُو حَامِد فِي الرونق الْكل قد حوى)
وَذَلِكَ مُثبت فِي الأَصْل وَمن نظمه القصيدة الطَّوِيلَة الَّتِي تغزل بهَا فِي الْكَعْبَة المشرفة فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي نَحْو سِتِّينَ بَيْتا مِنْهَا
(فيا كعبة الله الْمُعظم شَأْنهَا ... تملكت صبا والها أبدا قِنَا)
وَمن شعره جَوَابه على اللغز الَّذِي أَلْقَاهُ الإِمَام الْجَزرِي على القَاضِي شرف الدّين بِمَدِينَة زبيد عَن لَفْظَة الْقُرْآن وَذَلِكَ مَشْهُور
وَكَانَ هَذَا الإِمَام شهَاب الدّين يكرم الضَّيْف ويعين الْمِسْكِين إِذا حصل لَهُ شَيْء من الْأَسْبَاب أَو من الْمُلُوك والأمراء أفرغه بأقرب مُدَّة وَكَانَ كثير التَّزَوُّج والتسري وَحدث لَهُ أَوْلَاد كَثِيرُونَ وَلَزِمتهُ دُيُون عجز عَن أَدَائِهَا سمعته يسْأَل من الإِمَام الْجَزرِي رَحمَه الله الدُّعَاء بِأَن يقْضِي الله دُيُونه فَقلت لَهُ كم دينك قَالَ