الْقُدس الشريف فزار الْأَنْبِيَاء هُنَالك وَصَحب جمَاعَة من الصَّالِحين وتأدب بآدابهم وَمَشى على طريقتهم فِي الزّهْد وَصَحب المقرىء جمال الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون الغرناطي وَالشَّيْخ الصَّالح أَبَا الْعَبَّاس بن أبي البركات الْمدنِي وَكَانَ هُوَ السَّبَب لدخولهما الْيمن وَسَيَأْتِي شرح حَالهمَا فَلَمَّا وصل الشَّيْخ شهَاب الدّين إِلَى مَكَانَهُ بِذِي السفال بَقِي مَقْصُودا للمهمات وَظَهَرت لَهُ الكرامات وَتُوفِّي بعد سنة عشْرين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ

وَمِنْهُم أَخُوهُ الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله البريهي المرقد كَانَ فَاضلا عابدا مشاركا بِشَيْء من الْفِقْه كثير الصَّدَقَة وَفعل الْخَيْر مُطَاع القَوْل مَقْبُول الشَّفَاعَة مكرما للضيف محسنا إِلَى الْوَافِد إِلَيْهِ سُئِلَ عَنهُ بعض الْفُضَلَاء فَقَالَ ذَاك يدْخل الْجنَّة بكرمه توفّي سنة ثَمَان وثمانمئة أَو قبلهَا بِقَلِيل أَو بعْدهَا بِقَلِيل ورثاه الشُّعَرَاء وَكَانَت لَهُ أُخْت عابدة فاضلة قَامَت بِالْمَكَانِ بعد موت أَخِيهَا أتم قيام وربت وَلَدي أَخِيهَا وأكرمت الضَّيْف وعاندها بعض أَهلهَا فعضدها مُتَوَلِّي الْقَضَاء الْأَكْبَر يَوْمئِذٍ وَهُوَ الشَّيْخ مجد الدّين الشِّيرَازِيّ وَغَيره من الأكابر وتصدقت بصدقات كَثِيرَة وأحسنت التَّدْبِير كأكمل الرِّجَال ثمَّ سَافَرت لِلْحَجِّ فحجت وزارت قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عَادَتْ إِلَى مَكَّة فأقامت بهَا تعبد الله تَعَالَى إِلَى أَن توفيت بهَا بعد سنة عشْرين وثمانمئة رَحمهَا الله تَعَالَى ونفع بهَا

وَمِنْهُم ولدا الشَّيْخ عفيف الدّين أَحدهمَا الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد البريهي المرقد اسْتَقل بِأَمْر ربطهم وجيرانهم وَقَامَ بمنصبهم أتم قيام واشتهر بِالْكَرمِ وَكَانَ مَقْبُول الشَّفَاعَة مُطَاع القَوْل فجلل واحترم إِلَى أَن توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة شَهِيدا من ألم الطَّاعُون وَدفن جنب قبر الشَّيْخ يحيى بن أبي الْخَيْر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015