مَشْهُور بالذكاء وجودة الْفَهم والبراعة مَعَ حسن أَخْلَاق جميلَة مَاتَ أَبوهُ وعمره أَربع سِنِين فَكَفَلَهُ عَمه الإِمَام الْعَلامَة ولي الله شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ مُدَّة يسيرَة ثمَّ لما توفّي عَمه الْمَذْكُور انْتقل إِلَى عَمه الآخر شيخ الْإِسْلَام شمس الدّين عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ فحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم ثمَّ جمع للقراء السَّبْعَة عِنْد المقرىء شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَشْعَرِيّ قبل بُلُوغ عمره عشْرين سنة وَكَانَ موفقا فِي صغره كَمَا قيل فِي الْمثل عَاشَ طِفْل مَا مربيه أَب قَرَأَ النَّحْو على الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم البومة وعَلى الإِمَام الْمَقْدِسِي وَغَيرهمَا وَأخذ الحَدِيث وَالْفِقْه عَن جمَاعَة مِنْهُم عَمه شيخ الْإِسْلَام شمس الدّين عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْمُقدم الذّكر وَابْن عَمه شيخ الْإِسْلَام الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ وَمن مشايخه فِي الْقرَاءَات والنحو وَالْفُرُوع والْحَدِيث وَالْأُصُول وَسَائِر الْعُلُوم نَفِيس الدّين الْعلوِي وحافظ الْعَصْر شهَاب الدّين ابْن حجر والشريف الحسيب تَقِيّ الدّين الْمَالِكِي وَالْإِمَام وجيه الدّين البرشكي والفقيه شرف الدّين إِسْمَاعِيل المقرىء والفقيه شرف الدّين الدمتي والفقيه جمال الدّين بن الْخياط والمقرىء شمس الدّين الشرعبي وَغير من ذكرنَا مِنْهُم من قَرَأَ أَو سمع مِنْهُ وأجازوا لَهُ وَقد جمعهم بِخَطِّهِ بِجُزْء لطيف ذكر أَنه وَقفه على أَهله وَعَلِيهِ خطّ جمَاعَة كثيرين من أهل الْعَصْر بِمصْر وَالشَّام والقدس وَغَيرهَا