فلما طلع على عباس قال له: ما أقدمك -أعزك الله- في هذا الأوان! قال: أقدمني لحنُك. قال عباس: وكيف ذلك؟ فأعلمه بما جرى من القول في البيت، قال: فهلا أنشدتهم بيت عمران بن حطان:
يومًا يمانٍ إذا لاقيتُ ذا يمنٍ ... وإن لقيتُ مَعدِّيًّا فعدناني
قال: فلما سمع البيتَ كرَّ راجعًا، فقال له عباس: لو نزلتَ فأقمتَ عندنا! فقال: ما بي إلى ذلك من حاجة. ثم قدم قرطبة، فاجتمع بجوديٍّ وأصحابه فأعلمهم.
وتوفي جوديٌّ سنة ثمان وتسعين ومئة.
هو أبو الغَمْر عبد الواحد بن سلام، وكان من أهل العلم بالنحو والتأديب، وتوفي سنة تسع ومئتين.
هو مُعتَق الخليفة هشام بن عبد الرحمن بن معاوية -رضي الله عنهما-، وأدَّب ولدَهُ وولدَ الحكم.
وتوفي بعد الهيْج.
هو أبو عبد الله الشاعر، نديم الأمير عبد الرحمن رحمه الله. كان من أهل العلم بالعربية واللغة، ورحل من قرطبة بعد التأديب بها إلى المشرق،