«المقصورة» مدح بها الأمير أبا العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال رئيس نيسابور.
قال بعضهم: أملى ابن دريد الجمهرة من حفظه سنة سبع وتسعين ومائتين، فما استعان عليها بالنظر في شيء من الكتب، إلا في الهمزة واللفيف.
قال: وكفى عجبا أن يتمكن الرجل من علمه كل التمكن ثم لا يسلم مع ذلك من الألسن، حتى قيل فيه:
ابن دريد بقره ... وفيه عيّ وشره (?)
ويدعى من حمقه ... وضع كتاب الجمهرة
وهو كتاب العين إلا ... أنه قد غيّره
قال بعضهم: حضرنا مجلس ابن دريد، وكان يتضجّر ممن يخطئ في قراءته، فحضر غلام وضيء، فجعل يقرأ ويكثر الخطأ، وابن دريد صابر عليه، فتعجب أهل المجلس، فقال رجل منهم: لا تعجبوا، فإن في وجهه غفران ذنوبه، فسمعها ابن دريد، فلما أراد أن يقرأ، قال له: هات يا من ليس في وجهه غفران ذنوبه، فعجبوا من صحة سمعه، على كبر سنه.
وقال بعضهم فيه:
من يكن للظباء صاحب صيد ... فعليه بمجلس ابن دريد (?)
إن فيه لأوجها قيّدتني ... عن طلاب العلا بأوثق قيد