وهو أبو معبد، وقيل أبو عبّاد، وقيل أبو بكر، عبد الله بن كثير المكي الدّاري، والدار بطن من لخم، وهو مولى عمرو (?) بن علقمة الكناني، وكان عطارا بمكة يقص على الجماعة، وكان يخضب بالحناء، وهو من أبناء فارس الذين بصنعاء، بعثهم كسرى في السفن إلى اليمن حين طرد الحبشة من اليمن، ومات بمكة سنة عشرين ومائة./ وكان ورعا زاهدا، وأجمع أهل مكة على قراءته بعد وفاة مجاهد بن جبر سنة ثلاث ومائة، وسألوه أن يقرئهم القرآن بعد موت شيخه فأنشأ يقول في ذم نفسه وحقارتها أبياتا وهي (?):
بنيّ كثير كثير الذنوب ... ففي الحلّ والبلّ من كان سبّه
بنيّ كثير دهته اثنتان ... رياء وعجب يخالطن قلبه
بنيّ كثير أكول نؤوم ... وليس كذلك من خاف ربّه
بنيّ كثير يعلّم علما ... لقد أعوز الصوف من جزّ كلبه
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: قرأت بها القرآن العظيم على الشيخ كمال الدين عرف بابن فارس، وأخبرني أنه قرأ بها على الكندي، وقرأ الكندي بها على الشيخين أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر المعروف بابن [الطبر، وأبي] (?) محمد عبد الله المذكور أولا.