قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد. وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج (?).
وكم للمؤمن القارئ من فخر وحجة، في أن جعله صلى الله عليه وسلم كالأترجّة، استبدّ كما استبدت بالمديح، وجمعت من الطيبين في العظم والريح، فرجّحوا المرجح الأولى، ولا ترضوا إلا بالمثل الأعلى، وشبّه/ المؤمن الذي لا يقرؤه بالتمرة، أعطاه حظا من حظين، ومنزلة من منزلتين، وشبّه المنافق الذي يقرؤه بالريحانة تعبق، وطعم يغص به ويشرق، نعوذ بالله منه ومن الفاجر الذي لم يتمسك بفضيلة، ولا يعلق بوسيلة، فمثّله بالحنظلة، خصت بالأمرّين، وجمعت بين الشرّين (?).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه يوم القيامة تاجا ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا» (?).
وقال صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السّفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتدّ عليه فله أجران» (?).