الصَّادِقين تتبين فِي الثَّبَات عِنْد نزُول الْبلَاء
79 - عنيزة البغدادية
خدمت أَبَا مُحَمَّد الْجريرِي كَانَت من ظرفاء الصوفيات ظريفة النَّفس كَبِيرَة الْحَال
سَمِعت بعض أَصْحَابنَا يَقُول قلت لعنيزة أوصيني فَقَالَت كن لله الْيَوْم كَمَا تحب أَن يكون لَك غَدا
وَحكي لي عَن عنيزة أَنَّهَا قَالَت من أحبه لم يتعب فِي خدمته بل يتلذذ بهَا
وَحكي عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت الْعَارِف لَا يكون واصفا وَلَا مخبرا
وَحكي عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت الْعلم يُورث الخشية والمعرفة تورث الهيبة
وَقَالَت قوالب البشرية معادن الْعُبُودِيَّة
80 - جُمُعَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْمَعْرُوفَة بِأم الْحُسَيْن القرشية
هِيَ وَاحِدَة وَقتهَا فِي الْعلم وَالْحَال وَهِي المنفقة على الْفُقَرَاء فِي وَقتهَا صَحِبت أَبَا الْقَاسِم النصراباذي وَأَبا الْحُسَيْن الخضري وَغَيرهمَا من الْمَشَايِخ حجت حجَجًا
سَمعتهَا تَقول دخلت بِبَغْدَاد على الشَّيْخ أبي الْحُسَيْن الخضري فَقَالَ لي من صَحِبت قلت النصراباذي فَقَالَ لي أيش تحفظين من كَلَامه قلت إِنَّه يَقُول من صحت نسبته كملت مَعْرفَته فَسكت الخضري فَلَمَّا رجعت رَضِي النصراباذي ذَلِك وَقَالَ كَذَا يجب على من يدْخل على شيخ
وَسمعتهَا تَقول جرى بَين يَدي فضل الْعلم وَالْعَمَل فَقلت لمن تكلم فِيهِ لَيْسَ الْعلم مَا يتَكَلَّم بِهِ النَّاس هَذَا كُله كَلَام ونطق الْعلم مَا خَاطب الله بِهِ نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ {فَاعْلَم أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله} وكل النَّاس أمروا بالْقَوْل وَأمر