مَاتَت سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة
45 - فَاطِمَة بنت أَحْمد الحجافية
صَحِبت زَكَرِيَّا السخنني وَلَقِيت أَبَا عُثْمَان
سَمِعت جدي رَحمَه الله يَقُول سَمِعت فَاطِمَة الحجافية تَقول مَا قَالَ أحد لأحد يَا أَحمَق إِلَّا قلت لبيْك ظَنَنْت أَنه يعنيني بِهِ فَلَا أحد أظهر حمقا مِمَّن يوالي عدوه ويعادي وليه النَّفس والشيطان عدوان وَنحن نواليهما ونطيعهما وَالْكتاب وَالسّنة مَوَاضِع نجاتنا وخلاصنا وَقد أعرضنا عَنْهُمَا
وَقَالَت فَاطِمَة يَوْمًا لأبي الْعَبَّاس الدينَوَرِي وَهُوَ يتَكَلَّم فِي شَيْء من الْأنس مَا أحسن وصفك عَمَّا أَنْت غَائِب عَنهُ
46 - ذكارة
من العابدات الوالهات
أخبرنَا أَبُو حَفْص عمر بن مسرور الزَّاهِد بِبَغْدَاد قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سهل الْوَاعِظ حَدثنَا مُحَمَّد يَعْنِي بن جَعْفَر قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْجُنَيْد قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحسن قَالَ حَدثنَا عَبَّاس الإسكاف قَالَ كَانَت عندنَا مَجْنُونَة يُقَال لَهَا ذكارة فَنَظَرت إِلَى يَوْم الْعِيد وَفِي يَدي قِطْعَة فالوذج فَقَالَت مَا مَعَك قلت فالوذج
فَقَالَت إِنِّي أستحيي أَن يراني الله تَعَالَى حَيْثُ يكره
أَلا أصف لَك فالوذجا تذْهب فتعمله إِن قدرت عَلَيْهِ قلت بلَى
قَالَت خُذ سكر الْعَطاء ونشاستج الصفاء وَمَاء الْحيَاء وَسمن المراقبة وزعفران الْجَزَاء وَصفه بمناخل الْخَوْف والرجاء وانصب تَحْتَهُ ديكدان الْحزن وَركب ظناجير الكمد واعتقده باسطام الِاعْتِبَار وأوقد تَحْتَهُ نيران الزَّفِير وابسطه على الحذر حَتَّى يضْربهُ نسيم هَوَاء التَّهَجُّد فَإِذا أكلت مِنْهُ لقْمَة تصير من الأكياس وتبرأ من الوسواس وحببك إِلَى صُدُور النَّاس